«ما جمعه الله لا يفرقه انسان».
في الآونة الاخيرة، ضربت عواصف هوجاء مساحات كبيرة من العالم. فاقتُلعت البيوت من اساساتها، حتى تلك التي بدت متينة، وتطايرت اجزاؤها.
وهكذا وُضعت متانة عدد لا يُحصى من الابنية على المحك.
على صعيد آخر، تهب عاصفة من نوع مختلف على ترتيب الزواج العريق في القدم وتزعزع بنيته وأُسسه. تقول ستيفاني كونتز، عالمة بتاريخ نظام الأُسرة: «بصرف النظر عن النتائج، أُزيح الزواج من مكانته المركزية في الحياة الشخصية والاجتماعية».
الزواج يتعرض للهجوم
ان الهجوم الذي يتعرض له الزواج ليس حديث العهد، بل يرقى الى بداية تاريخ الجنس البشري. . فحين اخطأ آدم وحواء واستسلما لرغباتهما الانانية، «دخلت الخطية الى العالم». صار ‹كل ميل افكار قلب الانسان شريرا كل يوم›. منذ ذلك الوقت، بقي الوضع على حاله. ومن بين الميول الهدامة التي تبتلي الزواج، يبرز السعي غير المكبوح الى ارضاء الرغبات الانانية. كما ان القوانين التي تنظم فسخ الزواج صارت اقل تشددا، ما ادّى الى إزالة وصمة العار التي كانت في ما مضى مرتبطة بالطلاق.ان الاشخاص الذين يفتقرون الى الصبر ويسعون وراء النتائج السريعة والارضاء الفوري لرغباتهم قلما يكترثون بعواقب الطلاق. وإذ هم يعللون النفس بوعود الحرية والاستقلالية، يظنون ان الطلاق هو سبيلهم الى السعادة.
المفاهيم تتغير
من الملاحظ ايضا ان المفاهيم المرتبطة بماهية الزواج وأهدافه تتغير. فأنت ترى على الارجح كيف يشدد كلٌّ من رفيقَي الزواج اليوم على تحقيق رغباته الخاصة، وغالبا على حساب رفيقه، عوض ان يشددا على الوفاء والدعم المتبادل بينهما. وقد ظهرت هذه النظرة الانانية الى الزواج «في ستينات القرن العشرين وتعززت في سبعيناته»، ولم تعد الاسباب التقليدية المعهودة، كالتوق الى المحبة والرفقة الحميمة والوفاء وإنجاب الاولاد والتعاون على تحقيق الاهداف، هي الدافع الرئيسي الى الزواج.
هل تشعر ان الزواج يفقد مكانته المكرَّمة في المجتمع؟
أي امل هناك لكل مَن يودّ ان يضمن زواجا سعيدا ويحافظ عليه وكيف السبيل الى ذالك؟